تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أحاديث ضيافة الرحمن لأهل الجنة أول طعامهم


ماهر بن ظافر القحطاني
01-08-2006, 11:49PM
ضيافة الرحمن جل جلاله لعباده المؤمنين أول ما يدخلون الجنة

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :

فإن الله سبحانه أعد لعباده المؤمنين ضيافة يستقبلهم بها إذا دخلوا الجنة وهذه الضيافة مكونة من "الكرة الأرضية" يصيرها الله خبزة يأكلونها ويأكلون معها زيادة كبد الحوت .

فنسأل الله الجنة وما قرب إليها من قول وعمل .

ونعوذ بالله من النار وما قرب إليها من قول وعمل .

1- عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم : "تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر ؛ نزلا لأهل الجنة "

قال "أبو سعيد الخدري –رضي الله عنه-" : فأتى رجل من اليهود فقال: بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم ، ألا أخبرك بِنُزُلِ أهل الجنة يوم القيامة؟

قال-صلى الله عليه وسلم-: "بلى".

قال "اليهودي" : تكون الأرضُ خُبْزَةً واحدةً -كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

قال "أبو سعيد –رضي الله عنه-" : فنظر إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم ضحك –صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجذه ،

ثم قال "اليهودي" : ألا أخبرك بإدامهم؟

قال-صلى الله عليه وسلم- : "بلى".

قال "اليهودي" : إدامهم "بالام" وَ"نون" .

قالوا-يعني: الصحابة- : وما هذا ؟

قال "اليهودي" : "ثور" وَ"نون" يأكل من زائدةِ كبدهما سبعون ألفاً .

تخريجه :

رواه البخاري(5/2389رقم6155) ، ومسلم(4/2151رقم2792) وغيرهما .

معاني الكلمات الغريبة :

"خبزة واحدة" : بضم الخاء المعجمة ، وسكون الموحدة بعدها زاي ،

قال الخطابي: الخبزة الطُلْمَة وهو عجين يوضع في الحفرة بعد إيقاد النار فيها .

قال النووي: معنى الحديث أن الله يجعل الأرض كالطُلْمة والرغيف العظيم ، ويكون ذلك طعاماً نزلا لأهل الجنة ، والله -تبارك وتعالى- على كل شيء قدير.

"يتكفؤها" : أي: يميلها من يد إلى يد حتى تجتمع وتستوي لأنها ليست منبسطة كالرقاقة ونحوها .

"نزلاً" : النُزُل -بضم النون والزاي ، ويجوز إسكان الزاي- وهو ما يُعَدُّ للضيف عند نزوله. "نواجذه" : بالنون والجيم والذال المعجمة جمع ناجذ وهو آخر الأضراس ، ولكل إنسان أربع نواجذ .

وتطلق النواجذ –أيضاً- على الأنياب والأرض .

"بإدامهم" : أي : ما يؤكل به الخبز .

"بَالام" : بفتح الباء موحدة بغير همز ، وهي لفظة عبرانية معناها بالعبرانية: ثور ولهذا فسر ذلك به ، ووقع السؤال لليهود عن تفسيرها ولو كانت عربية لعرفها الصحابة ولم يحتاجوا إلى سؤاله عنها.

"النون" : هو الحوت باتفاق العلماء .

"زائدة كبدهما" : زيادة الكبد وزائدتها هي القطعة المنفردة المتعلقة بالكبد وهي أطيبه ، ولهذا خص بأكلها السبعون ألفاً .

"يأكل منها سبعون ألفاً" : قال القاضي عياض: يحتمل أنهم السبعون ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب فخصوا بأطيب النُزُل ، ويحتمل أنه عبَّر بالسبعين ألفاً عن العدد الكثير ولم يرد الحصر في ذلك القدر وهذا معروف في كلام العرب.

انظر لشرح الكلمات : فتح الباري(11/379-382 شرح حديث رقم6520).

شرح النووي على مسلم(17/135-136)

نيل الأوطار للشوكاني(9/117) .

وغيرها .

وقد وردت أحاديث أخرى في أول طعام أهل الجنة :

منها:

2- عن أنس –رضي الله عنه- أن عبد الله بن سلام –رضي الله عنه- بلغه مقدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة فأتاه يسأله عن أشياء ، فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي .

ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه ؟

قال-صلى الله عليه وسلم- : "أخبرني به جبريل آنفا" .

قال ابن سلام –رضي الله عنه- : ذاك عدو اليهود من الملائكة.

قال-صلى الله عليه وسلم-: "أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب ،

وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت .

وأما الولد فإذا سبق ماءُ الرجلِ ماءَ المرأةِ نَزَع الولد ، وإذا سبق ماءُ المرأة ماءَ الرجل نَزَعَتِ الولدَ " .

قال "عبد الله بن سلام" : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله .

قال "ابن سلام" : يا رسول الله! إن اليهود قوم بُهت ، فاسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي .

فجاءت اليهود فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : "أي رجل عبد الله بن سلام فيكم".

قالوا : خيرنا وابن خيرنا ، وأفضلنا وابن أفضلنا .

فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : "أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام ؟ " .

قالوا : أعاذه الله من ذلك.

فأعاد عليهم ، فقالوا مثل ذلك .

فخرج إليهم عبد الله بن سلام –رضي الله عنه- فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .

قالوا : شرُّنا وابن شرِّنا ، وتنقصوه .

قال-عبد الله بن سلام- : هذا كنت أخاف يا رسول الله! .

رواه البخاري(3/1433رقم3723) وغيره.

3- عن ثوبان –رضي الله عنه- مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: كنت قائماً عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجاء حبر من أحبار اليهود،

فقال: السلام عليك يا محمد!

فدفعته دفعةً كاد يصرع منها .

فقال: لم تدفعني ؟

فقلت: ألا تقول يا رسول الله ؟!

فقال اليهودي: إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله .

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن اسمى محمد الذي سماني به أهلي".

فقال اليهودي : جئت أسألك .

فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "أينفعك شيء إن حدثتك ؟ ".

قال : أسمع بأذني .

فنَكَتَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بعود معه ، فقال: "سل ".

فقال اليهودي : أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ؟

فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : "هم في الظلمة دون الجسر".

قال "اليهودي" : فمن أول الناس إجازة ؟

قال-صلى الله عليه وسلم-: "فقراء المهاجرين".

قال اليهودي : فما تحفتهم حين يدخلون الجنة؟

قال-صلى الله عليه وسلم- : "زيادة كبد النون".

قال"اليهودي" : فما غذاؤهم على أثرها؟

قال –صلى الله عليه وسلم-: "ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها".

قال "اليهودي" : فما شرابهم عليه ؟

قال –صلى الله عليه وسلم- : "من عين فيها تسمى سلسبيلاً " .

قال "اليهودي" : صدقت .

قال "اليهودي" : وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي ، أو رجل أو رجلان .

قال –صلى الله عليه وسلم- : "ينفعك إن حدثتك ؟ " .

قال "اليهودي" : أسمع بأذني . قال "اليهودي" : جئت أسألك عن الولد .

قال –صلى الله عليه وسلم- : "ماء الرجل أبيض ، وماء المرأة أصفر ، فإذا اجتمعا فعلا مَنِيُّ الرجل مَنِيَّ المرأةِ أذكرا بإذن الله ، وإذا علا منيُّ المرأة منيَّ الرجل آنثا بإذن الله " .

قال اليهودي : لقد صدقت وإنك لنبي ، ثم انصرف ، فذهب ،

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه ومالي علم بشيء منه حتى أتاني الله به".

رواه مسلم(1/352رقم315) .

وأختم بهذا الأثر الجميل روي عن أحد كبار التابعين ممن أسلم من اليهود وهو كعب الأحبار –رحمه الله- .

روي عنه –رحمه الله- أنه قال: إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة إذا دخلوها : إن لكل ضيف جزورا ، وإني أجزركم اليوم حوتاً وثوراً فتجزر لأهل الجنة.

رواه ابن المبارك في "الزهد" (1/130).

نسأل الله العلا من الجنة بمنه وكرمه .


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
كتبه:

أبو عمر أسامة العتيبي غفر الله له .

وهذا رابط المقال في موقعي:

http://www.otiby.net/makalat/articles.php?id=81




--------------------------------------------------------------------------------

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً. مكتبة أبي عمر العتيبي الالكترونية: www.ebooks-center.net/01/ebook_c_0012.exe


أبو عمر العتيبي 12-3-2005 08:06 1.


عن أنس –رضي الله عنه- أن عبد الله بن سلام –رضي الله عنه- بلغه مقدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة فأتاه يسأله عن أشياء ، فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي .

ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه ؟

قال-صلى الله عليه وسلم- : "أخبرني به جبريل آنفا" .

قال ابن سلام –رضي الله عنه- : ذاك عدو اليهود من الملائكة.

قال-صلى الله عليه وسلم-: "أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب ،

وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت .

وأما الولد فإذا سبق ماءُ الرجلِ ماءَ المرأةِ نَزَع الولد ، وإذا سبق ماءُ المرأة ماءَ الرجل نَزَعَتِ الولدَ " .

قال "عبد الله بن سلام" : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله .

قال "ابن سلام" : يا رسول الله! إن اليهود قوم بُهت ، فاسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي .

فجاءت اليهود فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : "أي رجل عبد الله بن سلام فيكم".

قالوا : خيرنا وابن خيرنا ، وأفضلنا وابن أفضلنا .

فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : "أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام ؟ " .

قالوا : أعاذه الله من ذلك.

فأعاد عليهم ، فقالوا مثل ذلك .

فخرج إليهم عبد الله بن سلام –رضي الله عنه- فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .

قالوا : شرُّنا وابن شرِّنا ، وتنقصوه .

قال-عبد الله بن سلام- : هذا كنت أخاف يا رسول الله! .

رواه البخاري(3/1433رقم3723) وغيره.

ورواه ابن حبان في صحيحه..
--------------------------------------------------------------------------------

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً. مكتبة أبي عمر العتيبي الالكترونية: www.ebooks-center.net/01/ebook_c_0012.exe